قد لا تبدو جمهورية أوزباكستان وجهة معلومة للكثير، فهي دولة حديثة وحصيلة تواريخ عديدة، بداية من طريق الحرير مروراً بفترة حكم جنكيزخان، انتهاء بحكم الأمير تيمور، وأخيراً، الإستعمار السوفييتي. وهو ما أدى إلى نشوء دولة حديثة مزيجة التفاصيل، عمرها سبعة وعشرون عاماً فقط.

أوزباكستان

مزيج بين الحضارة الأوزبكية والإستعمار السوفييتي

كنت تجربتي في أوزباكستان فريدة من نوعها، فقد سبق لي زيارة روسيا العام الماضي لمدة شهر كامل، وزيارة إقليم شينجيانج الإقليم الصيني ذاتي الحكم (تركستان الشرقية سابقاً) الأمر الذي ساعدني كثيراً الإطلاع على ماضي وحاضر هذه الدولة جيداً.

قضيت في جمهورية أوزباكستان قرابة العشرون يوماً زرت بها العاصمة وثلاثة مدن رئيسية أخرى، ألخص لكم في هذا التقرير كل ما يخص التأشيرة، الأمان، المعيشة، التنقل، الطعام، تعامل الناس، والعديد من الأمور الأخرى التي يجي وضعها بعين الإعتبار قبل زيارتك إلى أوزباكستان.

لماذا يجب عليك زيارة أوزباكستان؟

بخارى، أحد المدن الواقعة على طريق الحرير

إن كنت محب للتاريخ فهذه دولة مناسبة لك، جميعنا على علم بالإمام البخاري والترمذي وبالعديد من العلماء كالخوارزمي وبهاء الدين نقشبدني وغيرهم، جميعهم ينتمون إلى هذه البلاد، وإن كنت مهتماً بطريق الحرير، أقدم طريق تجاري في العالم، والذي يبدأ من مدينة شيان الصينية وينتهي في عدة مدن أهمها (طهران واسطنبول والبندقية وجدة) فباتأكيد ستكون جمهورية أوزباكستان وجهة مهمة لك، فهي مناسبة جداً لمحبي التاريخ والحضارات والعلوم والثقافة الإسلامية على وجه التحديد.

هل هي مناسبة لجميع الفئات؟

إلى حد ما، قد لا تكون أوزباكستان مناسبة للأطفال بسبب قلة وجود أماكن الترفيه الخاصة بهم، ولكن هي مناسبة للشباب الأفراد أو المجموعات، وأيضاً للعوائل.

أفضل قت لزيارة أوزباكستان

إن أشهر الصيف (يونيو، يوليو، أغسطس) هي أشهر السياحة في أوزباكستان، ولكن حرارة الأجواء وكثرة السياح تكون عائقاً بسيطاً لمن لا يحب الأجواء الحارة، فهي منطقة جافة شديدة الحرارة صيفاً، وشديدة البرودة شتاء، لذا أنصح وبشكل شخصي زيارتها في فصل الربيع (مارس، أبريل، مايو) أو في نهايات فصل الخريف (سبتمبر وأكتوبر).

شهر أكتوبر

كانت زيارتي إلى أوزباكستان في نهاية شهر أكتوبر، وهي أجواء متقلبة تغلبها البرودة، تحتاج في بعض الأيام لمعطف (جاكيت) خصوصاً في المساء٫ كانت درجة الحرارة تتراوح مابين ٠ إلى ٢٤ درجة مئوية

خطوط الطيران في أوزباكستان

تستطيع الذهاب إلى أوزباكستان من خلال الخطوط التركية عبر التوقف في اسطنبول، أو من خلال الخطوط الروسية (أيروفلوت) عبر التوقف في مطار موسكو الدولي، وذلك من وإلى الرياض، أو بإمكان الذهاب إلى العاصمة طشقند عبر الخطوط الأوزبكية، وذلك من خلال مطار دبي الدولي، يوجد خط مباشر من دبي إلى طشقند عدة أيام في الأسبوع، مع العلم أنه جاري الإعلان عن خط سير جديد ومباشر من طشقند إلى جدة، عبر الخطوط الأوزبكية. أما فيما يخص الطيران داخل أوزباكستان، فلا يوجد أفضل من الخطوط الأوزبكية، فهم متميزين في خدماتهم رغم بساطتهم.

التأشيرة

يوجد في المملكة العربية السعودية ودول الخليج سفارات لجمهورية أوزباكستان، والتي كانت تتطلب وجود دعوة رسمية وزيارة مقر السفارة لإتمام إجراءات الحصول على تأشيرة لزيارة البلاد، إلا أنه ومع مطلع العالم الحالي ٢٠١٨م فقد سهلت جمهورية أوزباكستان الدخول لأكثر من ٨٠ دولة دون الحصول على تأشيرة مسبقة دعماً للسياحة، أما فيما يخص مواطني المملكة العربية السعودية فيمكنهم الحصول على التأشيرة إلكترونياً تصدر خلال ثلاثة أيام عمل، من خلال الرابط التالي:

https://e-visa.gov.uz/main

المعيشة

وهو ما قد يختلف من شخص لآخر حسب اسلوب الصرف المتبع، كمسافر اقتصادي لم يكلفني الإقامة في أوزباكستان الكثير، ولكن وبشكل عام فإن تكلفة المعيشة في أوزباكستان أرخص بكثير من الكثير من الدول، خصوصاً إن كنت تتجنب الفنادق الفاخرة، أما إن كنت من محبي حياة الرفاهية، فيجب عليك الإستعداد لذلك جيداً، مع توقعي أن تزيد تكلفة المعيشة غلاءاً بالسنوات القادمة وذلك بسبب جذب السياحية من مختلف دول العالم.

سجل جوازك

يجب عليك تسجيل جوازك في جميع أماكن الإقامة التي تسكن بها، والحصول على إيصال رسمي بذلك، قد تسأل قبل خروجك من الدولة عن هذه الإيصالات، وهو واجراء قانوني اعتيادي.

وسائل النقل في أوزباكستان

تتوفر شبكة المترو في العاصمة طشقند، وهي شبكة مترو قديمة بُنيت منذ فترة حكم الإتحاد السوفييتي، فضلاً عن توفر الباصات في جميع المدن، ولكن استخدام سيارات الأجرة في متناول اليد وهو أمر ممتاز، ولكن يجب عليك الإنتباه والسؤال عن تكلفة المشوار التقريبية من مقر سكنك، حتى لا يتم استغلالك بدفع مبلغ أعلى بكثير من السعر الإعتيادي، مع العلم أنه وفي بعض المدن قد يتم مشاركة سيارات الأجرة مع ركاب آخرين.

فيما يخص التنقل بين المدن الأوزبكية، فيوجد شبكة قطارات بين معظم مدنها آخذة في التوسع، كما تستطيع استخدام خطوط الطيران الأوزبكية للتنقل بين أرجاء الدولة وبأسعار مناسبة.

ياندكس

وهو تطبيق سيارة أجرة روسي (مشابه لتطبيق أوبر) استخدمته بكثرة في روسيا العام الماضي، وهو يعمل مدينة طشقند فقط في هذه الفترة، استخدامه يضمن لك دفع تعرفة مناسبة جداً، تأكد أن تحمل معاك مبالغ نقدية كافية فلا يوجد دفع عبر بطاقات الإئتمان.

المبالغ النقدية هي الحل

في أغلب الأمان يطلب منك الدفع نقداً، قد لا تتوفر مكائن الدفع بواسطة البطاقات الإئتمانية في كل مكان، تأكد من حمل مبالغ كافية من فئة الدولار الأمريكي، مع العلم أنه يجب عليك تحويل جميع العملات الأوزبكية قبل خروجك من أوزباكستان، قد لا تستطيع تحويل العملة من (سوم) أوزبكي إلى دولار أمريكي بعد خروجك من أوزباكستان.

فيزا فقط

يرجى الإحاطة أن نسبة قبول بطاقات الماستر كارد قليلة جداً وقد تكاد كون معدومة (إلى وقت كتابة هذا التقرير) جميع بطاقات الصرف الآلي تقبل بطاقات الفيزا فقط، مع إمكانية سحب الدولار الأمريكي فقط، يمكنك استخدام بطاقة الماستر كارد في بنك أوزباكسان الوطني (مع دفع عمولة إضافية) للخصم من بطاقتك الإئتمانية وتحويل العملة نقداً، وهو مالا أحبذه.

شعرت بالأمان الدائم

أوزباكستان بمجملها آمنة جداً، لم أتعرض لأي أشكاليات تذكر طيلة فترة إقامتي في تلك البلد، بل وعلى العكس تماماً، فإن أناسها طيبون

الحجاب الشرعي والنقاب

فيما يخص النقاب فهو لا يزال ممنوعاً على المواطنات الأوزبكيات، بكل وقد يكون الحجاب الشرعي ممنوع في بعض الأحيان في أماكن العمل والدراسة، وهو أمر في طور التحسن هذا العام، فقد رأيت العديد من النساء بحجابهن الشرعي ولله الحمد، ورأيت الكثير من السياح الأتراك بحجابهن الشرعي أيضاً دون أية إشكاليات تذكر، أما فميا يخص النقاب، فلم أحصل على معلومة أكيدة تخص السماح للسائحات بإرتداء النقاب.

اللغة الرسمية

إن اللغة الأوزبكية هي اللغة الرسمية في البلاد، واللغة الروسية هي اللغة الثانية استخداماً بعد الأوزبكية، ومن ثم اللغة الإنجليزية، يعتبر استخدام اللغة الإنجليزية قليلاً مقارنة باللغة بالروسية، ولكن يحرص الجيل الحديث من طلاب الجامعات على تعلمها وممارستها مع السياح، إلا أنها ما تزال قليلة الإستخدام. وفي بعض المناطق يكثر استخدام اللغة الفارسية أيضاً.

للمهتمين بالتصوير

يعتبر تصوير الدرون ممنوع في جميع أرجاء الدولة، انتبه لذلك جيداً.

فيما يتعلق بطلبات التصوير، يجب أن تكون ذو بالاً طويلاً جداً

أسمر البشرة - لم يعتادوا عليك

ليس لذوي البشرة السمراء فحسب، إن كنت ذو محلامح مختلفة كثيرة عنهم فاستعد جيداً لكثرة طلبات التصوير كن طويل البال كثيراً، قد يكون أمراً مزعجاً ولكن لاتنسى أن الكثير من السكان المحليين لم يتعادو على كثيرة السياح في بلادهم.

الطعام الأوزبكي

وهو ما ستشتاق إليه كثيراً عند عودتك من أوزباكسنات، إن كنت من محبي اللحم فلا يجب عليك أن تفوت فرصة تناول أرز البلوف (البلو) بالإضافة لأصناف العديدة من اللحوم المشوية الطازجة، ولا ننسى أصناف الحساء المتعددة والمعجنات كالمنتو (منتي) والسومسا وغيرها. أما إن كنت من غير محبي اللحم، فتستطيع تناول بعضاً من أصناف الدجاج والأسماك والمعكرونة الصينية والكورية أيضاً.