خيوه
خيوه، أو كما تدعى (خيره) أحد مدن ولاية خوارزم، موطن للعديد من العلماء المسلمون، صغيرة نسيباً، إلا أنها مليئة بتفاصيل التفاصيل، فيما يفضل الجميع قضاء ليلة واحد فقط بين مباني قلعة إيجان، إلا أنني قضيت بها أطول أيامي في أوزباكستان.
وصلت مدينة خيوة ليلاً قادماً من مدينة أورجنج في جو بارد جداً، كانت هناك عائلة تدير فندق صغير بانتظاري، وصلت إليهم واستقبلني الأب الذي غمرني بلطفه، الوقت متأخر الآن، قضيت ليلي في منزل دافئ متحدثاً مع أفراد العائلة.
قلعة إيجان، وهو أحد أقدم المواقع في أوزباكستان إن لم تكن أقدمها، تتميز باحتوائها على سور كبير يحتوي على عدة أبواب، شمالية وجنوبية وشرقية وغربية، وهي مميزة أيضاً بكثرة مدارسها الإسلامية، وببمأذن المساجد، وببرجها الأزرق الطويل والذي يعتبر معلم المدينة البارز، فضلاً عن كثيرة مساجدها.
بسبب مدة إقامتي الطويلة في مدينة خيوه، تعرفت على العديد من الأسر، بداية بمالك الفندق وأسرته الطيبة، وانتهاءاً بأفراد الحي، كنت أجالس الأطفال في الحي أكتب لهم بعض الكلمات العربية، جالست كبار السن، تناولت الفواكه المحلية والتي لا توجد إلا في خيوه، كانت الأيام تمضي سريعاً في هذه المدينة الصغيرة آخر المدن التي زرتها في أوزباكستان لهذا العام.