أوزباكستان بعد عام
سبق لي أن زرت جمهورية أوزباكستان في شهر اكتوبر من العام ٢٠١٨م أي قبل ١١ شهر من تكرار زيارتي لها هذا العام، لم تكتمل السنة إلا وأنا أجد نفسي مرة أخرى في بلاد أحبها كثيرًا، ولكن لست وحيداً هذه المرة، فقد كانت هذه الرحلة بصبحة والدتي، أمور عديدة لاحظت تغيرها في عموم الدولة، مما يلمس أثر الإهتمام السياحي الكبير الواضح في أوزباكستان
التأشيرة
خلال زيارتي بأوزباكستان في عام ٢٠١٨م كانت الدولة تسمح لعدد ٥١ دولة بالدخول إلى أوزباكستان دون تأشيرة مسبقة، ارتفع العدد هذا العام ليصبح ٦٥ دولة في إرتفاع واضح خصوصاً من دول الإتحاد الأوروبي، كما يتوقع أنه إبتداءاً من شهر يناير ٢٠٢٠ سيرتفع عدد الدول التي تستطيع زيارة أوزباكستان دون تأشيرة إلى ٨٦ دولة، أبرزها دول أمريكا اللاتينية.
الكثير من السياح
ليس على مستوى الأفراد، فالأمر لم يتغير كثيرًا بالنسبة للسياح الأفراد، بل على مستوى الجماعات، أكثر من لاحظته هو وجود باصات النقل الجماعي التي تحتوي على أكثر من ٣٠ سائحاً في الباص الواحد، مما أثار دهشتي أن معظم السياح الذين يسافرون بشكل جماعي كانوا من فئة كبار السن (أعمارهم في سن الثمانون تقريباً) وأبرز السياح كانوا من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا والصين، قالت لي إحداهن: "في صيف هذا العام تكاد لا تستطيع المشي في مدينة بخارى القديمة من كثرة السياح!".
التسول
وهو ما أثار استيائي، رأيت مظاهر لتسول النساء والأطفال في مدينة سمرقند وبخارى، وهو أمر لم أراه أبداً العام الماضي.
ارتفاع طفيف في الأسعار
إن معدل دخل الفرد في أوزباكستان لا يزيد عن ٣٠٠ دولار أمريكي تقريباً، مما يفسر ضعف المدخول المادي لديهم، مما يعكس تدني الأسعار لديهم بشكل عام لدى السكان المحليين، الأمر الذي يكون مناسباً جداً للسائح الغربي والعربي، إلا أني لاحظت تغير طفيف في أسعار خدمات السياحة، خصوصاً سيارات الأجرة وأماكن الإقامة، التغيير طفيف بالنسبة للسائح ولكنه كبير ومفيد مادياً بالنسبة للمواطن الأوزبكي الذي استطاع أن يجد من السائح متنفساً لزيادة دخله المادي وتحسين مستواه المعيشي.
الشرطة السياحية
تواجدت الشرطة السياحية بشكل مكثف مقارنة بالسابق، رأيت العديد من الدراجات النارية التابعة للشرطة السياحية، بالإضافة للكشك الخاص بالشرطة السياحية وضعت في أماكن متفرقة لم تكن موجودة بالسابق، على الرغم من إن الدولة آمنة جداً، إلا أنني أظن أن كثرة السياح من الدول الأوروبية سبب كافي من زيادة الشرطة السياحية في المدن الرئيسية.
الباص السياحي
وهو أمر حديث عهد لم أره العام الماضي، رأيته في كل من بخارى وسمرقند وخيوه، وهو باص ذو دورين، يكون الدور العلوي مكشوف السقف، يأخذك في جولة بين أهم معالم المدينة.
مكتب السياح
وهو أول أمر لحظته فور نزولي لدى مطار العاصمة، تم وضع مكتب للإرشاد والخدمات السياحية وتقديم المنشورات (باللغة العربية أيضاً) السياحية، بالإضافة لاستخراج شرائح الإتصال وغيرها من الخدمات الرئيسية التي لم تكن متاحة العام الماضي.
الحجاب
لم يكن الحجاب منتشر بكثرة العام الماضي بين نساء أوزباكستان، يعود الأمر لبعض الأمور السياسية والقوانين التي لاحاجة للتطرق بها هنا، لاحظت إختلاف واضح وتحسن كبير خصوصاً في العاصمة طشقند فيما يخص هذا الأمر.
مكاتب لتأجير السيارات
وهو أمر لم يكن سهلاً بالسابق، أما الآن، فبإمكانك استئجار سيارة من إحدى الشركات العالمية بسهولة في أوزباكستان.
المزيد من مكائن الصرف الآلي
كنت أعاني بالسابق من سهولة إيجار مكينة صراف آلي لسحب النقود، أما الآن، فستجد الكثير من مكائن الصرف الآلي والتي يمكنك من خلالها سحب الدولار الأمريكي أو عملة السوم الأوزبكي بكل سهولة، مع ضرورة الإنتباه علي وجوب وجود بطاقة من نوع "فيزا" حتى تتمكن من سحب المال بسهولة.
قراءة الرمز QR CODE
ستجد عند كل معلم سياحي رمز QR CODE بإمكانك بعد المسح على هذا الرمز معرفة الكثير من المعلومات حول المعلم السياحي.
طشقند
لا يوجد تغير كثير يذكر سوى في المطار فقط، فالعاصمة كانت ومازالت جاهزة لاستقبال السياح منذ حينها، أما التحسينات التي أضيفت في المطار فهو مكتب الإرشاد السياحي الذي يسهل للكثير من الزوار خصوصاً لمن يزور أوزباكستان للمرة الأولى
بخارى
تغيرت كثيرًا، أرتفعت أسعار الفنادق بشكل واضح، أصبح هناك باصاً سياحي ياخذك في جولة سريعة قد تفسد عليك متعة المشي أحياناً، الكثير من أعمال الترميم في المباني القديمة واضحة للعيان
سمرقند
أكثر مرونة وأقل تغيراً من بخارى، تم إضافة الكثير من لوحات الإرشاد السياحي التي لم تكن موجودة سابقا
خيوه
وما أدراك ما خيوه، قريبة دائماً، وجميلة، رغم صغر مساحتها وصغر المدينة القديمة الجميلة، تغيرت كثيراً، كثيراً، أصبح الدخول إلى المدينة القديمة عبر بوابات آلية لم تكن موجودة بالسابق، يجب عليك شرائح تذكرة موحدة بسعر باهض، لزيارة جميع المتاحف التي زودت ببوابات آلية التي أضيفت حديثاً وأصبحت بشكل الكتروني مقارنة بالعام الماضي.
أعمال الترميم واضحة خصوصاً في البوابة الشرقية، وهي تتم بواسطة شركة صينية كانت قد بدأت المشروع عند زيارتي لمدينة خيوه العام الماضي، عندما عدت إليها بعد ١١ شهر وجدت المباني تغيرت، وتم تحسين الأرض في أحد الأحياء بشكل واضح للعيان.