وادي فرغانة
وادي فرغانة، أحد مناطق بلاد ما وراد النهر المليئة بالعلم والثقافة والأصالة، جوهرة طريق الحرير، المنطقة التي لم تتأثر سياحيا، اختلاف جوهري تام عما اعتدت على رؤيته في بلاد اسيا الوسطى، عبق التاريخ ممزوج بأصالة الشعب، هنا حيث دُفن أبي حفص قتيبة بن مسلم الباهلي، وهنا حيث يجتمع القيرغيز والطاجيك والأوزبك في مكان واحد، رحلة تاريخيّة نكمل بها جولتنا في بلاد ما وراء النهر.
وادي فرغانة
جوهرة طريق الحرير
نظرة عامة
يقع وادي فرغانة بين سلاسة جبلية شاهقة تدعى جبال تيان شان، وطول هذا الوادي حوالي 300 كم، يمر من خلاله نهر جيحون، الذي يسمى نهر سير داريا. يحتوي هذا الوادي العظيم على احتياطات من النفط والغاز الطبيعي، فضلا عن احتوائه بوافر من القطن والحبوب والفواكه والخضروات، كان هذا الطريق جزءا اساسياً من طريق الحرير، فقد مر من خلاله العلماء والتجار، ويسكن الوادي بشكل عام الأوزبك والقريبين والطاجيك، في هذه الرحلة، أغطي الجزء الأوزبكي، على أن أغطي الجزء القيرغيزي والطاجيكي في رحلات أخرى بحول الله.
الوصول إلى وادي فرغانة
أفضل وسيلة للوصول إلى وادي فرغانة هو إما الوصول إلى مدينة أنديجان بواسطة الطائرة أو القطار، ومن ثم التجول في جميع مدن الوادي من خلال جعل إما مدينة فرغانة أو مرغلان كنقطة مركزية لك، أو من خلال السفر بواسطة القطار إلى مدينة قوقند ومن ثم التنقل ناحية الشرق، وهي الطريقة التي اتبعتها أثنا أثناء تنقلي بين مدن وادي فرغانة
قد لا تكون القطارات في هذا الجزء من أوزباكستان جيدة، ولكنها تفي بالغرض
نصب اللانهاية
في مدينة قوقند
محطة قطار مدينة قوقند
مقيمي
واحد من أشهر شعراء أوزباكستان، ولد وتوفي في مدينة قوقند
قوقند
إحدى مدن وادي فرغانة وأهمها، نشأت ككيان إسلامي في القرن الثامن عشر وكانت عاصمة خانية قوقند، وكانت أيضًا مركزًا تجاريًا وثقافيا مهما في طريق الحرير، أخرجت هذه المدينة الكثير من العلماء مثل شمس الدين وأحمد مخدوم وتختي شاعر وعبدالله قوقندي وغيرهم.
إحدى الجوامع القديمة على مقربة من وسط المدينة
قصر خديرخان
إحدى أهم المعالم التي يجب عليك زيارتها، بل أهمها، هو قصر خير خان، يعد هذا القصر رمز العمارة في خانية قوقند، بني في الفترة بين عامي 1863 و1871 في عهد آخر حكام قوقند، ستلاحظ فور وصولك للقصر، بأنه مغطى بالخارج ببلاط خزفي أزرق مزخرف، تتخلله نقوش هندسية رائعة، وخطوط عربية، كان هذا القصر رمزًا للإزدهار الثقافي والسياسي لخانية قوقند قبل أن تسقط بيد الامبراطورية الروسية عام 1876م، أما اليوم فما هو إلا متحفًا يعرض به تراق المدينة، بعضًا من المخطوطات، الملابس القديمة، وكثير من القصاصات الورقية التي تستطيع قراءتها وفهمها باللغة العربية.
أحد العاملين في القصر
برفقة أحد الأصدقاء من خوارزم
حمزة حكيم زاده
شخصية مثيرة للجدل
حمزة حكيم زاده
أحد الشخصيات المثيرة للجدل، يعرف اسلامية بأنه أحد أسباب الانتفاح اللاديني في أوزباكستان، وكانت له مواقف سلبية في ساحة ريجستان في سمرقند، أما أدبيًا وسوفييتيا، فيسوق له على أنه شاعرًا وأدبيا ومصلحًا اجتماعيا بارزًا، مع تحفظي الشديد على وصفه بمصلحًا اجتماعيًا، ولد حمزة حكيم زادة في مدينة قوقند، سلك مسلك التعليم الديني إلا أنه سرعان ما ابتعد عنه سالكًا نهج حركة الجديد، يعتبر حمزة حكيم زادة أول كاتب مسرحي، وله مؤلفات تتعلق بعدة قضايا اجتماعية مثل حقوق المرأة والعادات والتقاليد، انضم للحزب الشيوعي عام 1920 وكرس حياته لمحاربة الأفكار الاسلامية، وشارك في حملة اسمها الهجوم، وهي حملة دعت إلى خلع الحجاب. قتل في مارس من العام 1929 رميًا بالحجارة على يد بعضًا من الشخصيات الدينية، اعتبره الاتحاد السوفييتي بطلا ثقافيا لأنه كان يدعم الأفكار السوفييتية بشكل كبير. الصورة: منزل حمزة حكيم زاده
مسجد الجمعة
بني بين عامي 1804 و1812 في عهد عمر خان أشهر حكام خانية قوقند، يتميز المسجد بمئذنة شاهقة ارتفاعها 22 متر، فضلا عن الواجهة الخشبية الطولية التي تتكون من 98 عمودًا خشبيا منحوتة من شجر الجوز، ولا أنسى بالطبع، السقف الخشبي المزخرف
أحد المدارس
كانت المدرسة تعمل إلى بداية الألفية، مغلقة الان للترميم ولتحويلها لمتحف
عائلة كريمة طيبة
أوصلتني إلى مدينة رشتان
أم الشهداء
تمثال يرمز للأمهات الاتي فقدن أبناءهن في الحروب أو القمع
غداء ثاني أيام العيد
في شاي خانه مدينة مرغلان
أحد الحمامات
لم عد تعمل، مغلقة للترميم
الجامعة الكبير
أفطرت به آخر أيام افطار شهر رمضان المبارك
أحدى سكان قوقند
دعاني وصديقي لتناول طعام عشاء اليوم الأخير من رمضان
ليلة العيد
افطار اليوم الأخير من رمضان أمام الجامع الكبير في قوقند
صلاة العيد
في مدينة قوقند
ريشتان
تعرف بمدينة الخزف والسراميك، على على حدود جمهورية قيرغيزستان، هنا تجد الكثير من مصانع الخزف والسراميك التقليدي الجميل، تصنع بشكل يدوي باستخدام الطين المحلي، وهي مهنة تمتد لأكثر من 800 عام، مدينة صغيرة جدًا، ولكنها ذو طابع ثقافي جميل
مرغلان
تعتبر أحد أقدم المدن في وادي فرغانة، عمرها يزيد عن ألفي عام، احتفلت في عام 2007 على مرور 2000 عام على تأسيسها، يعتقد ان اسمها اشتق من كلمة “مرغينان” وهي كلمة تعني الدجاج والخبز، حيث أن كلمة “مرغ” تعني الدجاج، وكلمة “نان” تعني الخبز.
تشتهر مرغلان بصناعة الحرير، وكانت هذه المدينة محطة هامة على طريق الحرير التاريخي، يوجد بها مصنع يودغورليك الذي استطعت زيارته أثناء الرحلة، تستطيع رؤية عملية صنع الحرير بطريقة تقليدية وحديثة.
نان
هكذا يبدو شكل الخبز في مرغلان، كل مدينة لديها شكلها واسلوبها الخاص في صنع الخبز
سمسا
طعام لذيذ طيب، من مدينة مرغلان
مسجد خوناخان، يعود للقرن السادس عشر
مدرسة
تحولت الان إلى متحف
الحرير
سمي طريق الحرير نسبة إلى تجارة الحرير
صناعة الحرير في مرغلان
أنديجان
يعود تاريخ مدينة انديجان لأكثر من 2500 عام، وهي مدينة تقدم مزيجًا فريدا من المعالم التاريخية والثقافية، تستطيع خلال تجولك في مدينة زيارة الوادي الأخضر. الهادئ الجميل والقيام بنزهة ريفية، فضلا عن زيارة معالم المدينة مثل مسجد الجمعة، بازار المدينة، منتزه بابور، وقبر التابعي قتيبة بن مسلم الباهلي، التابعي الجليل الذي أدخل الاسلام على بلاد ما وراء النهر
مسجد الجمعة في أنديجان
محمد بابور
ظهير الدين محمد بابر، مؤسس الدولة المغولية في الهند، شخصية بارزة في العالم الإسلامي والآسيوي، ولد في أنديجان عام 1483 وتوفي في الهند عام 1530 وهو ينتمي إلى السلالة التيمورية من جهة والده، وإلى جنكيزخان من جهة والدته، له كتاب شهير يعرف باسم “بابر نامة” بمعنى “رسالة بابر”
أمام عطا
يسمى إمام أوتا، وهي منطقة تاريخية كبيرة في حجمها، تحتوي المنطقة على ضريح الامام محمد حنفي، وهو إبن حاكم خرسان حضرة علي، يعرف محليا باسم بوبو خرسان، والذي كان له دور بارزًا في نشر الإسلام في آسيا الوسطى، مما أكسبه لقب الامام عطا
محمد بابور
أمام عطا
سيد بيك
صديق ألتقيت به مصادفة في زيارتي الأولى لأوزباكستان سنة 2018 زرته بعد 7 أعوام في مسقط رأسه، مدينة أنديجان
طبيعة خلابة
على مقربة من أنديجان
أبي حفص قتيبة بن مسلم الباهلي
تابعي غني عن التعريف، يعد من القادة الكبار في العصر الأموي، كان واليًا وقائدا عسكريا في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي والخليفة الواليد بن عبدالملك، نقل الإسلام إلى بلاد ما وراء النهر، دفن في وادي فرغانة على مقربة من مدينة أنديجان
الضريح من الخارج
تحت الترميم، ولكن الحارس فتح الباب لي وسمح لي برؤيته
أبي حفص قتيبة
هذا هو القبر الرئيسي، عادة لا يسمحون للزوار بالدخول إلى الداخل، إلا أن الحارس أكرمني وسمح لي بالدخول
محي الدين
رجل فاضل يعمل على حراسة قبر أبي حفص قتيبة