بين جبال باكستان
من إسلام أباد إلى الصين، كان هو طريقنا الذي يمتد لمسافة ١٢٠٠كم بطرق جبلية وعرة وخطرة في البداية، جميلة ومرتبة في نهايتها، إنها سلسلة جبال الكاراكورام، أحد سلاسل الجبال المتفرعة من الهيميلايا
كاراكورام
أعلى طريق دولي معبد في العالم
تحركنا في الثالة فجراً مغادرين العاصمة إسلام أباد في ليل بارد، سرنا لمدة سبع ساعات متواصلة بين طرق وعرة تتساقط عليها الصخور، كانت هي الأصعب في رحلتنا كلها، حتى وصلنا إلى البلدة الأولى، بيشام، حيث تناولنا طعام الإفطار.
إبنة القرية
من قرية بيشام، في شمال باكستان
تحركنا بعدها في طريق استمر حوالي ١٣ ساعة، كنا نتوقف أثناء الطريق كل ثلاث أو أربع ساعات للراحة وشرب والشاي، وللإلتقاء مع السكان المحليين، إلى أن وصلنا في الحادي عشرة ليلاً إلى نقطة المبيت الأولى، بلدة تدعى تشيليس،كانت درجة الحرارة آنذاك حوالي ٢ درجة مئوية
تحركنا في اليوم التالي متجهين إلى منطقة تدعى خونزا، مررنا في الطريق على منطقة بها ينابيع حارة، كان بعض المسافرين يتوقفون لغسل ملابسهم بها، رأينا في تلك المنطقة رجل فرنسي وزوجته، يسافران منذ شهر أبريل الماضي بسياراتهما من أقصى غرب أوروبا إلى هنا.
تحسن الطريق كثيراً، كان ارتفاع الطريق الجبلي يزداد شيئاً فشيئاً، وكان الجو يزداد برودة كذلك، مررنا عند متفرق جبال هي الأهم في آسيا والعالم كله، بين الصين وباكستان وبوتان والنبيال، أفغانستان وإيران أيضاً، إن سلكن واحدة من هذه الطرق الثلاثة ستأخذك مباشرة إلى إحدى هذه الدول.
مختلف طرق
٣ جبال، ٣ قارات
سائق شاحنة
يقودها من إسلام أباد إلى الصين، ذهاباً وعودة
مررنا في طريقنا على العديد من الأنفاق الطويلة، الكثير من القرى ذو الثقافات والمذاهب المختلفة، حتى وصلنا إلى بحيرة عطا.
بحيرة عطا آباد
تكونت إثر زلزال حصل في الرابع من شهر يناير ٢٠١٠م
وصلنا أخيراً إلى خونزا، كانت درجة الحرارة حوالي ١٨ درجة مئوية تحت الصفر، كنت قد اعتدت على الأجواء الباردة في رحلات كثيرة فلا مشكلة في ذلك.
تعتبر خونزا هي أحد أهم المناطق في شمال باكستان، جميع سكانها متعلمون ومثقفون، تجدهم جميعاً يتحدثون اللغة الإنجليزية، وملامحهم تختلف كثيراً عن ملامح سكان باكستان
لباس تقليدي
كما يبدو في منطقة خونزا شمال باكستان
أعلى جسر خشبي في العالم
تخيل أن تسير على جسر خشبي هو الأخطر والأعلى في العالم، ليلاً، وفي أجواء باردة، وتقوم بالتصوير أيضاً
سرنا بعد ذلك في يوم جديد إلى أقصى الشمال حيث الحدود مع جمهورية الصين الشعبية، امتلئ الطريق بالثلوج، كان الطريق في غاية الجمال
حادث بسيط
انزلاق السيارة فوق طريق جبلي ثلجي أمر وارد جداً، وخطير جداً
وصلنا إلى اخر قرية تقع في باكستان قبل الحدود الصينية، هناك بدأت أرى علامات تشير إلى وجود صينيون في المنطقة، طعام صيني، أسماء صينية، وأيضاً سكان من الصين.
وصلنا بعدها إلى محمية اسمها خونجراب، تم تسجيل جوازاتنا واصدار التصريحات اللازمة للدخول، تدرجنا بالارتفاع شيئاً فشيئاً إلى أن وصلنا إلى إرتفاع ٤٢٠٠م فوق سطح البحر.