الحياة في الأرياف المغولية
إن ما يزيد عن ٨٠٪ من سكان الإمبراطورية المنغولية بالفترة الحالية، هم من سكان البادية والأرياف، والقرى الصغيرة، وهي مفضلة لديهم عن حياة المدينة، مسكنهم هو الخيام، وطعامهم هو اللحوم، أما عن شرابهم، فهو الحليب الذي يتم تخميره إلى أن يصبح شراباً كحولياً، ببساطة، إنها حياة البادية.
تجولت في وسط وشرق وجنوب منغوليا لمدة اسبوعين كاملين، ولم أتطرق للشمال والغرب، رأيت خلال تجولي السهول والجبال والأودية والرمال، والمروج الخضراء، كل هذا في مناطق متقاربة من بعضها البعض، أما عن وسيلة النقل، فكانت عبارة عن سيارة اسمها لادا، روسية الصنع، وهي بنظري أقوى من سيارات الدفع الرباعي.
بدأت الجولة مغادراً العاصمة أولان باتور، متوجهين نحو الجنوب، باستخدام قطار مغولي أخضر اللون، يحتوي القطار على عربات مفتوحة على بعضها البعض، كل غرفة تحتوي على سريرين فوق بعضها البعض في كل اتجاه، بالإضافة لصف ثالث علوي للحقائب، كان الركاب يستلقون في أي مكان، كانوا يستلقون أيضاً في خزانة الحقائب.
سرنا لساعات وساعات، قطعنا خلالها مسافات طويلة، طويلة جداً، كنا نسافر كل يومين أو ثلاثة أيام منذ الصباح الباكر وحتى قبيل الشمس بقليل، نتقل بين الصحاري المنغولية، والبلدات الصغيرة.
وسط اللاشيء
عائلة مكونة رجل وزوجته وابنتهم الوحيدة ذو الخمسة عشر عاماً، يسكنون في منطقة خالية من كل شيء، أقرب بئر للمياه كان على بعد كيلو متراً واحداً من مقر إقامتهم، ولم تكن مياههم عذبة، كانت انتبهم تذهب إلى بلدة مجاورة تبعد ٨٠كم عن مسكنها، وتعود لزيارة أهلها مرة واحدة كل شهر.
بلدة ماندالجوفي
وهي بلدة صغيرة تحتوي على مدرسة واحدة فقط من كل مرحلة، يوجد بها متجر صغير، ومشفى وشوارع متواضعة معضمها غير معبدة، يغلب على منازلها سور خشبي، أما عن الإستحمام، فجرت العادة أن يتم الإستحمام في حمامات عامة وبمبالغ رمزية.
مروج خضراء
سرنا لمسافات طويلة ومالبث الطريق الا أن تغير فجأة، مروج حضراء تملئ المكان، برد الجو فجأة بعد أن كان حاراً جداً، سكنا هذه المرة لدى إمرأة جهزت خيام مغولية لاستقبال السياح.
جبال وصحاري
اتممنا طريقنا وسط أودية تملؤها المياه، جبال شاهقة، ومررات ضيقة، أصبت بدهشة بالغة عند رؤيتي لأناس يعيشون في هكذا أماكن، وعلى بعد مسافة قصيرة، انقشعت الجبال وتغير المنظر إلى صحراء حارة جداً، صحراء جوبي.
طبيعة خلابة
وهو ما شد اعجباني كثيراً بعد زيارة صحراء جوبي، مروج خضراء واسعة، أنهار طويلة، وجو لطيف، والكثير من الخيول تملؤ المكان، إنها جمال وبساطة الحياة في منغوليا
قاراقورم
وهي أحد عواصم المغول قبل أكثر من ستمئة عام وذو أهمية سياسية عالية في ذلك الوقت، كان يعيش بها المسلمون والمسيحيون والبوذيون، يوجد بها معبد بوذي هائل ونادر، وهو ما تبقى من بين كل دور العبادات الأخرى.
حقائق عن منغوليا