منغوليا

أولان باتور العاصمة

قبل الحديث عن العاصمة المنغولية، دعوني آخذكم في نبذة قصيرة عن دولة منغوليا، وكيف كانت إمبراطورية عظمى قبل أن تتحول إلي دولة صغيرة لا يتجاوز ٣ ملايين نسمة.

Mongolia-Right-2.jpg

من إمبراطورية عظيمة

إلى دولة لا يتجاوز تعدادها ثلاثة ملايين نسمة

تم تأسيس إمبراطورية المغول في ظل عهد تيموجين والذي يعرف بجنكيزخان، وهو رجل عصامي عظيم جبار ارتكب الكثير من المعارك والمجازر، وكان معروف أنه إذا دخل بلدة أزالها عن بكرة أبيها، كانت الدولة المغولية -في ذلك الحين- تمتد في حكمها من شرق الصين إلى غرب الجمهورية الإيرانية.

الأحرف المغولية كما كانت تستخدم سابقاً

مرت منغوليا خلال اخر ٨٥٠ سنة بالعديد من التغيرات إلى أن وصلت على ماهي عليه الآن، من إمبراطورية ضخمة تسعى للإستيلاء على كل أرض، إلى دولة يبلغ حجم مساحتها حالياً مليون ونصف كم مربع.

يتحدث سكان منغوليا اللغة المغولية، وهي لغة مرت ببعض المتغيرات أيضاً، بداية باستخدام الأحرف الأويغورية، وإنتهاءاً باستخدام الحروف الروسية مع بعض التعديلات البسيطة، وللأثر السوفييتي سبب في ذلك، أما عن الديانة في منغوليا، فتبلغ نسبة الديانة البودية حوالي ٨٨٪ والديانة الشامانية ١١٪ أما نسبة المسلمون فتشكل أقل من ١٪ فقط. 

تعتبر العاصمة أولان باتور أكبد مدنها وأحدثها تطوراً، وهي آخذة في التقدم بشكل جميل جداً، دهشت بشكل كبير عندما رأيت نسبة كبيرة جداً من شبابها يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة، ولكن ما ان تبتعد عن حدود العاصمة حتى يتغير الأمر برمته.

يوجد في أولان باتور مطار دولي اسمه مطار جنكيزخان الدولي، وهو يسير رحلات بسيطة من وإلى العاصمة، تستطيع الوصول إلي منغوليا أما من خلال الصين، أو هونج كونج، أو تركيا، أو كوريا، أو من العاصمة الروسية موسكو، سيتم التحدث عن معلومات هامة قبل ذهابك إلى منغوليا في تقرير مفصل بحوله تعالى.


مشاهدات من أولان باتور

السبت ١٥ يوليو ٢٠١٧م

بعد رحلة طويلة استمرت أسبوع كاملاً في قطار روسي انطلق من العاصمة موسكو باتجاه الحدود الروسية المنغولية البرية، انطلقت مباشرة إلى العاصمة أولان باتور، وصلت إلى محطة القطار الرئيسية في السابعة صباحاً، كان الجو بارداً قليلاً، وكان الشمس صفراء دافئة، فور خروجي من مقصورة القطار الروسية (والتي تم إلحاقها بمقصورات المغولية الأخرى) بدأ الشباب يتوافدون علينا لتقديم العروض السياحية، تجاهلتهم متوجهاً إلى خارج المحطة للبحث عن سيارة أجرة تقلني إلى المسكن حيث سأقيم لليلة واحدة فقط.

ارتحت قليلاً ومن ثم خرجت للتجول في أهم معالم المدينة، توفقت عند أهم معبد بوذي يدعى غاندا نتيغشينلين، وهو معبد مبني منذ عام ١٨١٠م، الا انه فتح للجمهور مؤخراً في أواخر التسعينات الميلادية، ويقيم به أكثر من ١٥٠ شاب بوذي، 

نصب تذكاري

نصب تذكاري

في أعلى المدينة

سرت بعدها إلى تمثال جنكيزخان، مؤسس الإمبراطورية المغولية، وهو تمثال ضخم جداً يقع خارج العاصمة على مسافة تقدر حوالي ٥٤كم،  يصل إرتفاعه إلى ٤٠ متر.

بعد زيارة التمثال، خرجت بصحبة أصدقاء كنت قد تعرفت عليهم قبل ساعات، إلى ضفاف أحد الأنهار المجاورة للراحة وطبخ طعام الغداء

بعد تناول وجبة الغداء، ذهبت بصحة الأصدقاء إلى منتزه غورخي تيريل الوطني، وهي حديقة عامة كبيرة تحتوي على الكثير من الصخور الضخمة الشاهقة ذات التشكيلات العجيبة، بالإضافة إلى معبد بوذي قديم جداً

ذهبت في صباح اليوم التالي إلى متحف منغوليا الوطني، وهو متحف يحكي العديد من قصص منغوليا الوطنية، وهو بنظري -حتى وإن لم تكن من محبي المتاحف- جدير بالزيارة والإطلاع.

ساحة سوخباتار

ساحة سوخباتار

هامش
عند النظر إلى الجيل الحالي من الشباب المغولي الذي يسكن العاصمة، تجد في أنفسهم حداثة عالمية ممزوجة ببداوة لطيفة، ولكن ما إن تبتعد عن العاصمة، حتى ترى حياة بدائية بسيطة ومتواضعة، تملؤها الإبتسامة والحب، وقليل من الشراسة!
— خالد صديق