أمريكا اللاتينية

عبر الحدود، بين البرازيل وڤنيزويلا

في يوم الثلاثاء الموافق ٢١/٠٧/٢٠١٥ وبعد الإنتهاء من الجزء البرازيلي في هذه الرحلة، قمت بتجربة جديدة في السفر، وهي عبور الحدود البرازيلية والوصول إلى ڤينيزويلا عبر الحدود البرية، على أمل الوصول إلى شلالات آنجل، أطول شلالات في العالم.

من الطبيعي أن أكون قلقلاً بعض الشيء حول القيام بهذه الخطوة، كمسافر فردي، يتوجب علي أخذ العديد من الإحتياطات الأمنية والصحية، خصوصاً وأنه توجب علي السفر في رحلة برية إستغرقت حوالي ١٨ ساعة حتى الوصول إلى الحدود

مناوس

محطة الباص في مناوس

محطة الباص في مناوس

إنتقلت من مدينة مناوس عاصمة مقاطعة الأمازون، بتمام السادسة مساءاً في رحلة تستمر ١٢ ساعة، بواسطة باص لشركة تدعى EUCATUR كانت قيمة التذكرة آن ذاك ١٢٨ ريل برازيلي، كان الباص وسيعاً ذو مقاعد مريحة قابلة لتمدد لتصبح (شبه سرير) غابت الشمس سريعاً، بعد حوالي ساعتين كنت قد شعرت بالنعاس، أشغلت نفسي بهاتفي قليلاً محاولاً تصفح الإنترنت، ولكن للأسف لم تكن هناك تغطية بالطريق، بدايةً، كان الطريق عادي ومريح، ما إن خرجنا من المدينة وإختفت ملامح مناوس نهائياً، حتى رأيت أن الطريق الذي نسير به هو عبارة عن شارع واحد فقط ذو مسارين متلاصقين للذاهبين والقادمين من الإتجاه المعاكس، كل الطرق التي سافرت بها بالبرازيل كانت هكذا، كان الطريق ممطراً نمت بأغلبه، بعد سويعات قليلة توقف الباص للعشاء، تحدث السائق بالمايكروفون بجمل برتغالية لم أفهم منها شيئاً كالعادة، وكما تعلمت مسبقاً، إفعل كما يفعله الناس وكن معهم تكن بأمان، نزلنا جميعاً في إستراحة متواضعة بها مطعم صغير، دورة مياه وبعض المحلات الصغيرة، بعد عدنا إلى الباص بعد تناول العشاء و واصلنا السير مجدداً، أحسست بالنعاس سريعاً، قبل النوم، صليت صلاتي المغرب والعشاء جالساً على مقعدي بالباص، لا تحلم بنوم عميق في مكان كهذا، إستيقظت حوالي الثانية فجراً تحت صوت إهتزاز مرعب، كان الصوت ناتجاً عن سير الباص في طريق غير معبد، لم يكن الطريق مناسباً ومريح أبداً، ولكن سرعان ما إعتدت عليه وعدت للنوم مجدداً.

طريق ليلي مليئ بالمخاطر خلال الذهاب إلى الحدود

طريق ليلي مليئ بالمخاطر خلال الذهاب إلى الحدود

 

بوافيستا

بعد إثنا عشرة ساعة، وتحديداً في السادسة صباحاً من اليوم التالي وصلت مدينة بواڤيستا، كان الجو بارداً قليلاً، نزلت من الباص بعد نوم مقطع وطويل على طريق غير مريح وممطر، لم أكن أعلم أي مكتب أستطيع الحجز من خلاله إلى مدينة باكارايما، سألت أحد المكاتب و دلوني على المكتب الوحيد الذي يأخذني إلى تلك المدينة، كانت هناك شركة واحدة تدعى RIVER TUOR وهي الشركة الوحيدة التي كانت تذهب إلى باكارايما، كانت الرحلة القادمة في تمام الثامنة صباحاً، إنطلق الباص في رحلة تستمر حوالي الثلاث ساعات والنصف، لم يكن الطريق مريحاً للغاية، ولكن كان – على أقل تقدير – معبداً ومستوياً وهادئاً، توقف الباص بعد حوالي ساعة ونصف في أحد الإستراحات المتواضعة، ليكمل الطريق مرة أخرى بعد حوالي عشرون دقيقة، لم يكن الطريق طويلاً مقارنة بالباص السابق، كان المنظر من النافذة جميل ورائع، كنا نمر عبر العديد من البحيرات والمحميات المختلفة حتى وصلنا في تمام الثاني عشر ظهراً إلى باكارايما.

الجمارك البرازيلية

عند تجاوز النقطة الحدودية بين البرازيل وڤنيزويلا

عند تجاوز النقطة الحدودية بين البرازيل وڤنيزويلا

عندما وصلت إلى باكارايما، وهي آخر قرية في البرازيل قبل الحدود، سرت مسافة خمس رقائق سيراً إلى أن وصلت إلى المكتب الجمركي، كان هناك زحمة قليلة بسبب قلة تواجد الموظفين، إستغرق الأمر حوالي ساعة ونصف حتى أستطيع تختيم جوازي، يوجد بنفس المنطقة الكثير من مبدلي العملات الورقية (سوق سوداء) بأسعار باهظة جداً، لم يكن هناك مطاعم متوفرة في المكان، مجرد أكشاك صغيرة، فندق متواضع، وبنك، يوجد بجانب المكتب الجمركي سيارات أجرة تقلك إلى الجزء الڤينيزويلي، بالنسبة لي، فضلت السير على قدمي لمدة تجاوزت النصف ساعة حتى وصلت إلى حدود ڤينيزويلا البرية.

الجمارك الڤينيزويلية

أثناء سيري إلى الحدود الڤينيزويلية، توقفت في النقطة الفاصلة بين البلدين عند النصب الفاصل بين الحدود، كانت المنطقة جديرة بالتوفق وأخذ بعض صور للذكرى وكإثبات لوصولك النقطة الحدودية، اكملت بعدها السير إلى المكتب الجمركي الڤينيزويلي، لم يكن هنالك مبنى جمركي واضح للعيان، إنتبه جيداً من ذلك، تأكد من أنك قمت بتختيم جوازك قبل الدخول إلى ڤينيزويلا، فكثير من سائقي الأجرة يستغلون عن وضوح المكتب الجمركي ويذهبون مباشرة إلى ڤينيزويلا ومن ثم يعودون مرة أخرى حتى يحصلون على مبلغ إضافي.

سانتا إلينا

سانتا إلنا هي أول مدينة تصل إلها عند دخولك الأراضي الڤينيزويلية، بدخولك إلى المدينة سيبادرك شعور العيش في الستينيات الميلادية، كل شيء قديم ومتهالك، ونسبة الأمان قد تكون شبه معدومة، تأكد بأنه ليس من السهل الخروج من سانتا إلينا إلى كاراكاس، تستطيع إستئجار طائرة خاصة من عدة مكاتب سياحية للذهاب إلى شلالات آنجل (أطول شلالات في العالم) ومن ثم الذهاب إلى كاراكاس، ولكن سيكلفك هذا مبلغ باهضاً قد يصل إلى ألفين دولار أمريكي. خلال تواجدي في سانتا إلينا لم أرى أية بنوك، سوى العديد من بائعي العملات الورقية في الشوارع العامة وبأسعار عالية جداً، مستغلين بذلك حاجة السياح