أمريكا اللاتينية

شلالات أجوازو

تقع شلالات أجوازو الضخمة بالمنطقة الفاصلة ما بين كل من البرازيل، الأرجنتين، والباراجواي، اذ تعني كلمة “أجوازو” ضخمة، أو كبيرة، مما يعكس بالمعنى على عدد الشلالات الهائل، يقدر عدد الشلالات الرسمي حوالي ٢٨٥ شلال تزيد في بعض المواسم لتصبح حوالي ٣٥٥ شلال متنوع ما بين شلالات رئيسية وفرعية.

على الرغم أن هذه الشلالات تقع بين البرازيل، الأرجنتين، والباراجواي، الا أن البرازيل والأرجنتين لهما النصيب الاكبر من الاستمتاع بهذه الطبيعة الخلابة، كثير من المسافرين الرحالة يحتارون في كيفية الاختيار، ما اذا يقومون بزيارة الشلالات من الجزء البرازيلي، أم زيارتها من الجزء الأرجنتيني، أذكر انني ظللت (خلال فترة البحث والتخطيط) أسبوعين كاملين لتقرير من أي دولة سأزور هذه الشلالات، إلى أن وصلت إلى معلومة اكيدة تفيد انه: (في حال اقامتك في البرازيل ستستمتع بمشاهد رائعة للشلالات، تواجدك في الجانب البرازيلي يجعلك ترى العديد من الشلالات من عدة زوايا مختلفة، مما يعني تصويرا أفضل، ونفسية هادئة جدا، وهو ماكنت أحتاجه، اما أن اخترت الجانب الأرجنتين فلن ترى العديد من المناظر بقدر ما ستكون أنت وسط هذه المناظر، أي انه أن كنت من محبي الأنشطة المائية والسباحة في الشلالات، فالجانب الأرجنتيني مناسب لك، أما بالنسبة لمحبي الاسترخاء، فالبرازيل بلا شك هو الأنسب).

اقعلت الطائرة في تمام العاشر وعشر دقائق صباحا من مطار باريلوتشي في رحلة استمرت ساعتين إلى بوينس آيرس أولا، فترة انتظار قصيرة استمرت ساعة وربع، لنقلع بعدها مرة أخرى في رحلة استغرقت ساعة وخمس واربعون دقيقة حتى وصلنا إلى أجوازو.

كان مطار أجوازو البرازيلي يقع بوسط المحمية الطبيعية، لذا فهو مطارا صغيرا متواضعا لا يحتوي على رحلات عدة، تفاجئنا نحن المسافرين جميعا عند وصولنا إلى المطار بأن حقائبنا لم تصل بعد! فمازالت الحقائب في بوينس آيرس، توترت قليلا خشية تعطيل الامور، الا انهم أخبرونا جميعا بتسجيل اسمائنا وارقام حقائبنا لدى قسم التسجيل بالخطوط الأرجنتينية، وسيقومون بتوصيل الحقائب الينا اينما كنا.

وصلنا إلى الفندق قبل غروب الشمس بوقت كاف، ظللت اتجول جولة بسيطة بداخل وحول الفندق، كان موقع الفندق المطل على الشلالات رائع ومبهر جدا، كنت التقط الكثير من الصورة، مشيت كثيرا مستغلا كل دقيقة لي بهذا المكان إلى غروب الشمس.

صورة علوية من الهليكوبتر

صورة علوية من الهليكوبتر

كان اليومي الثاني والثالث بالنسبة لي موزعة ما بين الأنشطة والتصوير الفوتوغرافي، استيقظت صباح اليوم التالي وبعد الافطار، خرجت في جولة صباحية باكرة قبيل افتتاح المحمية للزوار، سرت برفقة رجل عجوز وزوجته كانا يقيمان بنفس الفندق، تجولنا في جو هادئ لم نكن نسمع فيه الا اصوات الشلالات والعصافير فقط، كان صباحا رائعا بما تعنية الكلمة.

بعد راحة قليلة ذهبت لأخذ جولة بالمروحية (هليكوبتر) لرؤية الشلالات من الأعلى، كان المنظر من الأعلى يوحي لنا كم هي حقا شلالات ضخمة بما تعنية الكلمة. يقع بالجزء المقابل من القسم الخاص بالمروحيات حديقة كبيرة تضم مختلفا من أنواع الطيور التي لن تراها غالبا الا في أمريكا اللاتينية، قضيت وقتا طويلا مستمتعا بأصوات الطيور الغريبة والمتنوعة، إلى أن عدت مرة أخرى إلى الفندق قبيل مغيب الشمس.

كان يوم الثالث والاخير خفيف جدا مقارنة بسابق الأيام، استيقظت حوالي التاسعة صباحا هذه المرة، لم يكن لي أي نشاط سوى الذهاب برحلة بالقارب الصغير والوصول إلى أقرب نقطة ممكنة للشلالات، سرت برفقة بعض المسافرين وسط غابة مليئة بالعناكب، والثعابين! كنا قد تلقينا تحذيرا بعدم تحريك الصخور والمشي بهدوء وسنكون بسلام، قال لنا الرجل الذي كان يرشدنا إلى مرسى القوارب بأن احتمالية تبللنا بالماء في هذه الرحلة هو ٢٠٠٪ نصحونا بعدم حمل أية هواتف أو كاميرا أو ما شابه، وضعنا كل امتعتنا في صناديق لحفظ الامانات، كانت رحلة ليست بطويلة، ولكنها ممتعة جدا، شربنا خلالها الكثير من مياه الشلالات، وبالطبع، تبللنا كثيرا!