شينجيانج، وفي رواية أخرى، تركستان الشرقية
أورومتشي، أو كما تنطق باللغة الصينية (أولوموتشي) وهي عاصمة إقليم شينجيانج ذاتي الحكم، أو كما كان اسمها سابقاً "تركستان الشرقية"، قبل حديثنا عن هذه العاصمة المتمدنة، دعوني أشرح لكم وبشكل موجز ما قصة هذه المنطقة التي أصبح اسمها شينجيانج.
يوجد في آسيا الوسطى منطقة كبيرة شاسعة تسمى تركستان، ولفظ ستان يطلق على الأرض، أي بمعنى، أرض الترك، وهي تقسم إلى جزئين اثنين:
جزء غربي
وهو عبارة عن كل من كازاخستان، أوزباكستان، تركمانستان، طاجيكستان، وقيرغيزستان، وهي جميعاً كانت تحت حكم الإتحاد السوفييتي إلى وقت سقوطه في أوائل التسعينات
قسم شرقي
كان يسمى سابقاً تركستان الشرقية، وهي منطقة ذات حكم ذاتي، وعاصمتها أورومتشي، ضُمت إلى الصين واسقلت عدة مرات إلى تم الإستيلاء عليها من قبل الحزب الشيوعي سنة ١٩٤٩م وحتى الآن، كان ذاك وقت تأسيس الحكم الشيوعي على يد ماو تسي تونغ، الذي بدوره سمى المقاطعة شينجيانج، وهي كلمة صينية تعني الأرض الجديدة، أو المستعمرة الجديدة.
منذ ذلك الحين وحتى الآن، خصوصاً بعد عام ٢٠٠٨م حصلت الكثير من الحروب التي أدت إلى اضعاف قوى المنطقة، في السنوات الأخيرة تم التضييق عليهم من الناحية الدينية في يخص الصيام والحجاب الشرعي وغيره من الأمور الإسلامية الأخرى
يعيش في شينجيانج عدة أعراق أكثرهم هو عرق الإيغور، وهي قومية مسلمة لديهم لغتهم الخاصة، يستخدمون بها الأحرف العربية بطريقة تجعلك تستطيع قراءة ما هو مكتوب.
يعاني الشعب الإيغوري مرارة الحكم الصيني الذي أصبح يشدد عليهم في الآونة الأخيرة في الأمور الدينية، زيارة هذه المنطقة في هذه الأيام ليس بالأمر المحبذ، خصوصاً لدى الحكومة الصينية، العديد من الإجراءات الأمنية التي يجب أخذها بعين الإعتبار قبل ذهابك إلى شينجيانج.
تكتب باللغة الإيغورية ئۈرۈمچى، وباللغة الصينية 乌鲁木齐 = وهي مدينة ذات تعداد سكاني لا يتجاوز المليونين نسمة، تم محو آثار المدينة القديمة بالكامل واستبدالها ببنيان جديد، لذا فمظهر المدينة يدل على انه مظهر حديث، يوجد لديها مطار دولي يربط إقليم شينجيانج بجميع الأقاليم الصينية وبالدول المجاورة أيضاً
وصلت إلى أورومتشي في ليلة السادس وعشرون من شهر رمضان المبارك قادماً من إحدى المدن الصينية، أول ما تفاجئت به هو أن معظم الفنادق لا تقبل بإستضافة السياح الأجانب، تنقلت من فندق لآخر حتى وجدت فندقاً متواضعاً سمح لي بالسكن لديه، اخترت ليلة واحدة فقط لأرى هذه المدينة.
لم أرى في هذه المدينة أي شيء يدل على أنني في شينجيانج، ما لفت نظري هو وجود الكثير من مراكز الشرطة، لا أكاد اتحرك بضعة خطوات حتى أرى مركز شرطة، نقاط التفتيش في كل مكان، تجولت قاصداً الحي القديم، وهو لم يعد قديماً، فقد تم ترميمه وبناؤه من جديد، يوجد به بازار حديث البناء.
أول ما تفاجئت به هو تدقيق الهوية لكل من يدخل البازار، ينطبق هذا الزمر على سكان الإيغور المحليين، أما بالنسبة للسياح، أو الصينيين من القوميات الأخرى، فإنه يسمح لهم دخول البازار دون تفتيش، لقد استغربت وجود نوع من التمييز عند عملية التدقيق الأمني.
خرجت أتجول وأبحث عن بعضاً من الفاكهة اشتريها، فما زلت صائماً، تغيب الشمس في العاشرة مساءاً، لقد صمت في هذه اليوم حوالي ١٧ ساعة، تناول طعام إفطاري على رصيف الطريق، رأيت مسجداً مجاوراً أردت [وبشكل بديهي] الدخول لصلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، إلا أنه تم منعي من الدخول، أو بالأصح، تم طردي بطريقة ليست مهذبة، قالوا لي إن الصلاة هنا لسكان المدينة فقط.
عاصمة تركستان الشرقية الأولى