لاهور
مدينة قديمة، قديمة جداً، مرت بعدة أزمنة وعصور، حكمها الأمويون والصينيون فترة، وأيضاً كانت أحد عواصم جنكيزخان في يوم ما، مدينة مليئة بالتاريخ والثقافة والعلوم، إنها لاهور، والتي تقع على حدود قريبة جداً مع الهند.
وصلت إلى هنا في الثالثة فجراً قادماً من طشقند عاصمة أوزباكستان، أتيت إلى باكستان لتبلية دعوة زفاف صديق لي، كنت قادماً من أوزباكستان، فيما حضر أصدقاء آخرون من السعودية والدوحة.
بدأنا يومنا التالي في فترة الظهيرة، ذهبنا إلى مركز المدينة القديمة حيث يوجد الجامع الكبير الذي يقع في وسط حديقة إقبال، يشبه هذا الجامع في تصميمه أحد الجوامع الموجودة في الهند، فقد كانت الدولتين في يوم من الأيام دولة واحدة، لذا فمن الطبيعي أن تتشابه التصاميم كثيراً.
لمست في الشعب الباكستاني حبهم الكبير للسعودية، كانوا يأتون بفضون شديد لإلتقاط الصور معي بسبب اختلافي في هيئتي الخارجية عنهم، ما ان يعلمون عن موطني حتى تزداد دهشتهم وفرحتهم، إنهم اناس طيبون جداً.
بعد مضي حوالي اسبوعين عدت إلى نفس المنطقة في صباح جمعة لاكتشاف الحصن القديم، وهو حصن محاط بسور لديه ثلاثة عشر باباً، دخلت من أحد أهم أبوابها، بوابة دلهي.
تجولت وسط الشوارع القديمة، الكثير من العراق والمذاهب الإسلامية يعيشون بود ومحبة وهدوء، توقفت عند جامع قديم عمره ٤٠٠ سنة، يمسى بجامع وزير خان، وهو يشبه في تصميمه بعض من المساجد الإيرانية.
وفي يوم آخر، اخترت الذهاب من لاهور إلى النقطة الحدودية بين باكستان والهند، النقطة الحدودية الأكثر حساسية في باكستان، وهي تبعد حوالي أربعون دقيقة فقط عن وسط لاهور.
استطيع الجزم أن النقطة الحدودية بين باكستان والهند هي أغرب منطقة حدودية رأيتها على الإطلاق، مدرجات هندية وباكستانية أمام بعضهم البعض، اغاني وطنية متكررة، واستعراض عسكري، باختصار، انها حرب بالموسيقى!