هاربن
إن سألت أي شخص مهتما بثقافة الصين عن مدينة هاربين، فستجده يصفها فورًا بالمدينة الباردة، وبكثرة الثلوج، وبمهرحانها العالمي الذي لم ينقطع من سنوات، وهو أكثر ما يتطلع الناس الناس، وهو أيضًا سبب زيارتي للمدينة، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى مادون 22 درجة مئوية تحت الصفر
هاربين تاريخيا
مرت مدينة هاربن على عدة عصور مختلفة، إبتداءا من فتحها على يد المغول، حيث استوطنوها وأصبحت اللغة المغولي هي لغة المدينة الرئيسية، مرورًا باستيلاء الروس على مدينة، وهم من قاموا ببناء المدينة وتخطيط شوارعها، بل اتخذوا من هاربن مدينة مركزية لتنفيذ عملياتهم الرئيسية إبان الحرب الروسية اليابانية، وإنتهاء بإنضمام المدينة لجمهورية الصين الشعبية، وهو ما يجعلك تلاحظ الأثر الروسي الواضح جدًا في المدينة، خصوصا في الجزء القديم منها.
الطقس
تسمى هاربن بالمدينة الباردة، نظرًا لبرودة أجواء المدينة معظم أشهر السنة، كانت زيارتي للمدينة في شهر فبراير من العام 2024 حيث كانت درجة الحرارة العظمي 7 درجات مئوية تحت الصفر، ووصلت درجة الحرارة الصغرى إلى 22 درجة مئوية تحت الصفر.
إن كنت ممن يعتاد على السفر في الأجواء الباردة (في الدول الأروبية على سبيل المثال) فلن يختلف الأمر كثيرًا في الصين، كل ما في الأمر هو كيفية الحفاظ على درجة حرارة جسمك ومنع تسلل البرد إليه، كتبت في هذا الشأن مدونة مفصلة يمكنك الاطلاع عليها من هنا
مهرجان الثلوج
وهو مهرجان سنوي يقام منذ عام 1963 توقف لفترة من الزمن قبل أن يتم استئنافه مرة أخرى عام 1985 دون توقف، وهو يقام عادة من نهاية شهر ديسمبر إلى نهاية شهر فبراير من كل عام، حيث يتم بناء مدينة ضخمة جدًا من الثلج والجليد.
يتم بناء المدينة بالكامل تحتوي على أكثر من مئة معلم كل عام، على مساحة تتجاوز 600 ألف متر مربع، تبني المجسمات عادة من الثلج أو الجليد، ولأن درجة الحرارة باردة جدًا في كل من شهر ديسمبر ويناير وفبراير، فإن درجة الحرارة كفيلة بالحفاظ على هذه المجسمات في فترة المهرجان الثلجي.
هل هاربن تستحق الزيارة؟
حسنًا، إن كنت ممن يسافر إلى الصين كثيرًا، فقد تكون هاربين مناسبة جدًا للزيارة بعد عدة زيارات متكررة للصين، مع الأخذ بعين الإعتبار بردوة الطقس الدائمة، زيارة هاربن في فصل الشتاء ولمرة واحدة كافية جدًا، فهي تعطي انطباعا مختلفًا تماما عما اعتدت على رؤيته في جمهورية الصين الشعبية.