الهند الصينية

لاوس - كمبوديا

كمبوديا

إن سألت أي شخص في العالم العربي بشكل عام، ودول الخليج بشكل خاص، عن دولة كمبوديا، أو كما كانت تعرف سابقا باسم “كمبوتشيا”، فأول ما يتبادر في ذهنه هو شجر العود، الذي نستخدمه بكثافة عالية في دول الخليج، لذا من الطبيعي أن أسمع الجميع يوصيني بالعود ومشتقاته في حال وصولي إلى كمبوديا، ولكن، هل هذا ما وجدته؟

رحلة إلى كمبوديا

استقبال سيء، ونهاية جيدة

نبذة عن كمبوديا

تقع مملكة كمبوديا في جنوب شرق آسيا، ويحدها كل من مملكة تايلند، لاوس، وفيتنام، مما يجعل الوصول إلى كمبوديا سهل جدا في حال وصولك إلى تايلند لسهولة التنقل بين البلدين. حسب آخر إحصائية (في عام 2017) وصل عدد سكان البلاد إلى 16 مليون نسمة، مقارنة بمساحة البلاد التي تصل إلى 181 ألف كيلو متر.

تتبع كمبوديا نظام حكم الملكية الدستورية، أما عن تاريخ تأسيس البلاد، فيعود تاريخها الحديث إلى عام 1953م. يستخدمون عملة الريال الكمبودي، كل 1000 ريال كمبوديا يساوي تقريبا 1 ريال سعودي. أما عن اللغة، فتسمى باللغة الخميرية، وهي آحد أفرع لغات الأسترو آسيوية المنتشرة في جنوب شرق آسيا والهند وبنجلاديش.

وداع الأصدقاء

قبل مغادرة لاوس والتوجه إلى الحدود البرية

حدود لاوس البرية

قبيل المغادرة من جمهورية لاوس

حدود كمبوديا البرية

فرحا مبتهجاً، وعلى استعداد بما سيواجهني من سوء تعامل كنت أتوقعه

الحدود البرية

دخلت الى ⁧كمبوديا⁩ قادمًا من جمهورية ⁧لاوس⁩ عبر الحدود البرية، في الحقيقة، فازت حدود كمبوديا بأسوأ حدود برية رأيتها على الاطلاق، تغلبت في سوء التجربة على حدود البرية بين البرازيل وفنزويلا، وهي تجربة سابقة قمت بها في عام 2015م، خلال تجولي في ⁧لاوس⁩ التقيت بالكثير من الرحالة ممن يتنقلون بين تايلند، كمبوديا، لاوس، فيتنام، برحلة طويلة، كنت أسأل كل من مر على كمبوديا عن تجربته، الجميع، أجمعوا على ان موظف الحدود البرية يقتات على الرشاوي من المسافري الاجانب، كانت النصيحة: أحرص عن ان يكون معك دولارات نقدية صغيرة، وهذا ما حصل.

خرجت من جمهورية لاوس سيرًا على الاقدام من خلال عبور الحدود البرية للبلاد، كانت المسافة الفاصلة بين كل من لاوس وكمبوديا أقل من عشرون دقيقة، على الرغم من وجود سمة دخول مسبقة (وهي تأشيرة إلكترونية سهلة ويسيرة جدً) إلا أن موظفي دائرة الهجرة لديهم رأي ثاني في ذلك، خصوصا لعابري الحدود البرية لا المطارات.

بمجرد أن رأو جواز سفري، طلبوا مني الدخول إلى الداخل، حيث يوجد كرسيين اثنين تتوسطهما طاولة بيضاء صغيرة، جلست على احدى هذين الكرسيين، حضر رجل يتحدث الانجليزية بطلاقة، استغل منصبه للسؤال عن أمور يستطيع من خلالها اي انسان تخمين مدخولك المادي، كأن يسأل: هل لديك بطاقة ائتمان؟ كم تحمل من النقود؟ اين ستسكن؟ كم مدة بقائك في كمبوديا؟ بل ورغب أيضًا في تصوير بطاقتي الائتمانية ولكنني رفضت.

لاحظ هذا الرجل عدم اهتمامي ولا مبالاتي، حاول اخافتي بأنه قد أمنع من الدخول لأن التأشيرة الالكترونية تستوجب الدخول من المطار فقط، اجبته وبثقة عالية بأن المنفذ الحدودي الذي اعبر منه مدروج ضمن النقاط المسموح عبورها بالسمة الالكترونية، يأتيني يمينا، وابتسم له شمالا، إلى أن وصل به الحال أخيرًا بأن يقول: لدينا الحق بمنعك من دخول كمبوديا، لم لا تتعاون معنا؟!

اتعاون معكم؟ وأي تعاون تريد؟ لقد تركت اصدقاء رائعون على بعد دقائق سيرا على الاقدام، استطيع العودة اليهم ولا امانع في ذلك. هذا ما قلته

حاول هذا الموظف اخافتي بأنني سأخسر تكاليف رحلتي في كمبوديا في حال منعني من دخول البلاد، اجبته ببرود بأنني سائح، واحترام رغبات كل دولة لا ترحب بضيوفها، حاول كذلك تقمص شخصية المنقذ، وأنه سيتحدث إلى "الجنرال" كي يشفع لي عنده! بل وقام بإجراء اتصالات وهمية وتركني لدقائق طويلة ليصيبني الملل، وانا كل همي الانتباه لجروح الحادث الذي حصل لي في لاوس، حيث يعود الالم بين حين وآخر.

في تلك الفترة، حضر صديق كنت قد تعرفت عليه في لاوس، استرالي من أصول سيرلانكية، حضر مباشرة وذهب الى شباك الاختام وقال فورًا: كم تريدون؟ لا وقت لديه، وهذا ما يريدونه، شاب “متعاون” ولا يرفض دفع الرشاوي، لا يريدون شابا مثل خالد صديق! بالنسبة لي، وبسبب قهرهم، قاموا بتفتيشي تفتيشًا دقيقا لم يجدوا معي شيء سوى وعثاء السفر! عبرت الحدود مرددًا: اهلا بك في كمبوديا

تجاوزت العاصمة

كانت خطتي في كمبوديا أن أزور عاصمتها بنوم بنه، إلا أنه وبسبب قضائي فترة إقامة أطول في لاوس مع أصدقاء تعرفت عليهم، وسبب آراء الكثير من مسافري المعرفة الذي التقيت بهم في لاوس، فإن العاصمة بنوم بنه ليست سوى مدينة حديثة متكررة، ففضلت تجاوزها مقتنعا بأنه سيأتي يوم آخر لزيارتها، واتجهت فورًا إلى المدينة التاريخية، سيم ريب. فور عبور الحدود، ركبت سيارة الاجرة لمدة عشر ساعات، سافرت خلالها بصحبة الشاب الاسترالي متوجهين إلى مدينة سيم ريب، كان الطريق ببدايته غير معبد وسيء للغاية، تحسن الطريق كثيرًا بعد انتصافه، وصلنا بعد غروب المساء الى مدينة سيم ريب.

بصحبة الشاب الاسترالي

عند الوصول إلى سيم ريب بعد رحلة طويلة مليئة بالمتاعب

سيم ريب

إن ترجمنا معنا كلمة سيم ريب فهي تعني حمام الدم، ومن هذا الاسم يظهر لدينا بأن المدينة تأثرت كثيرًا بالحروب والاستعمار، أحد أوجه الاستعمار الواضحة على معالم المدينة هو الاستعمار الفرنسي، من خلال تجولك بين شوارع سيم ريب ستجد أثر معماري ملحوظ. لمست في مدينة سيم ريب الهدوء والرتابة، وارتفاع الاسعار قليلا مقارنة بجارتها لاوس، اما عن وسط المدينة فهو مكتظ بالضوضاء، والجو العام في المدينة يوحي للجاهزية السياحية بعكس جارتها لاوس. مما لاحظته أيضًا هو انتشار اللغة الصينية في المدينة، بجانب اللغة الانجليزية والخميرية

توك توك

وسيلة النقل المفضلة في كمبوديا

تعدد اللغات

انتشار اللغة الانجليزية والصينية في الاماكن العامة مع اللغة الخميرية

أنغور وات អង្គរវត្ត

مجمع معابد مصنف رسميًا على أنه اكبر مجمع معابد في العالم، رمز للعمارة الخميرية، كبير في حجمه، ولا يكفي يوم او يومين لزيارته، ان كان هناك أمر يحتم علي العودة الى كمبوديا مرة أخرى، فهو لزيارة أنغور وات الذي يعد أهم ايقونة بالنسبة لي في كمبوديا، نادر بحجه وتفصيله، يشد له الرحال

طعام الشوراع

وهو مكان تناول الطعام المفضل في كمبوديا، رخيص التكلفة، تصنعه الأسر المحلية، لذيذ الطعم، ونظيف جدا

التكلفة

تعتبر كمبوديا اغلى قليلا من لاوس وتايلند من حيث التكلفة، ولكن بالنسبة للتكلفة في العالم العربي، فإن كمبوديا تعتبر أرخص نسيبًا، مع الوضع بعين الاعتبار أن استخدام الدولار الأمريكي منتشر وبكثرة بجانب استخدام الريال الكمبودي، وهو ما يفسر سبب ارتفاع المعيشة في كمبوديا، كما أن استخدام بطاقات الائتمان منتشر في كمبوديا بعكس جارتها لاوس

الديانة

الديانة البوذية هي السائدة في كمبوديا، كحال دولها المجاورة، يتبعون مذهب ثير افادا، ويشكل البوذيون نسبة 95٪ من سكان البلاد

المسلمون في كمبوديا

خلال تواجدي في سيم ريب، زرت حي المسلمين، حيث يوجد جامع كبير وبجواره مقبرة للمسلمين، حضر من يستطيع تحدث اللغة العربية، ثلة طيبة من رجال المسجد، بعضهم درس العلوم الشرعية في طيبة، ومن كان يشق عليه، يدرس العلوم الشرعية في المراكز الاسلامية في ماليزيا وبانكوك ايضًا، اخبروني كذلك جماعة المسجد، بوجود شاب حضرمي يعيش في سيم ريب وهو وزوجته الكمبودية، زرته في مطعمه العربي، تحدثت معه كثيرًا وسرني جدًا ما رأيت

حضرمي أصيل

شاب حضرمي متزوج من امرأة كمبودية ويقيم في كمبوديا، ولديه مطعم عربي هو الوحيد في مدينة سيم ريب