جيوتشايقو، والطبيعة الخلابة
جيوتشايقو هي بلدة صغيرة جداً، تقع في مقاطعة يشوان و طولها لا يتجاوز ١٢كم، تبعد حوالي ١٩٠٠ كم عن العاصمة بكين، تحتوي جيوتشايقو على العديد من القرى المعروفة بـ “التايبت”، و أقرب مطار للبلدة يقع على بعد حوالي ساعتين في منطقة تدعى “هوان لونج”، لزيارة جيوتشايقو، أفضل طريقة للوصول إلى هذا المطار هو الذهاب إلى مدينة تشنغدو أولا، ومن ثم الذهاب من تشغدو إلى جيوتشايقو، بإمكانك القدوم أيضاً عن طريق مطار مدينة شيان، ولكن تشنغدو يعتبر الخيار المرن ألأفضل.
في فجر اليوم الرابع من أغسطس من العام ٢٠١٤، أستيقظت الساعة الرابعة فجراً متوجهاً إلى المطار، للذهاب إلى جيوتشايقو في أول رحلة صباحية، مما أدى إلى عدم وجود وقتٍ كافي لتناول وجبة الإفطار، وعند الوصول إلى مطار جيوتشايقو بأول الصباح، تفاجئت حقيقة ببرودة الجو، حيث أنني لم أكن أحمل معي ملابس تناسب طبيعة الجو البارد، ورغم علمي مسبقاً ببرودة الجو في هذه المنطقة، إلا أنني لم أكن أتوقع بأنه سيكون بهذه البرودة! كانت الوجهة المبدأية هي الذهاب إلى أهم معالم المنطقة وهي حديقة هوان لونج، والتي تبعد حوالي ٣ ساعات عن المطار، ومن ثم التوجه إلى جيوتشايقو، ألتقيت حينها بمجموعة من الشباب من دولتي ألمانيا واليابان ذاهبون إلى نفس المنطقة، قمنا بالذهاب سوياً بسيارتي أجرة، حتى نتشارك في دفع تكلفة الأجرى الباهضة.
أثناء الطريق، توقف بناء سائق سيارة الأجرة عند صيدلية متواضعة، وأخبرنا بأنه علينا تناول بعض الأودية والتي ستساعدنا على تحمل المرتفعات الشاهقة في هوانج لونج، فهذه الحديقة، تقع على إتفارع ما يقارب الـ ٣٩٠٠ قدم عن سطح البحر، وهو إرتفاع شاهق جداً قد لا يتحمله الجميع، إلا إننا رفضنا جميعاً تناول أي دواء لعدم معرفتنا عن مصداقية الرجل أو حتى طبيعة هذه الأدوية، أكملنا الطريق، وعند الوصول بدأنا بالصعود.
خلال الطريق، تفاجئنا بروعة وجمال المزارع والأبقار والمناظر الخلابة، رغم برودة الجو، كانت المشاهد لا توصف، فما كنت أراه كنت أشبهه حقاً برحلتي السابقة في جبال الألب، على الرغم من طول الطريق الجبلي الوعر، إلا أننا كنا (أنا وأصدقائي الجدد) مستمتعين جداً بما نراه.
بمجرد الوصول، إنتابني هبوط غريب في الضغط، مصاحب بخفقان في القلب لم يمكناني من المشي والمواصلة، طلبت من أصدقائي مواصلة السير، على أن أقوم باللحاق بهم بعد قليل من الراحة، وإن لم أستطع، سأعود للأسفل، وهذا ماحصل، رغم أعتيادي المستمر على المرتفعات، إلا أنني لا أعلم ماذا حصل تلك المرة، ربما بسبب نقص الأكسجين وعدم تناولي لوجبة الأفطار حينها، بمجرد نزولي للمستوى الطبيعي، كل شيء عاد إلى وضعه كما كان، بعد ما يقارب الثلاث ساعات، تجمعنا مرة أخرى وواصلنا السير إلى جيوتشايقو، مررنا بالعديد من المزارع والأرياف ورأينا سكانهم، كانت الإبتسامة حينها، هي نقطة التواصل الوحيدة
كانت اقامتي في جيوتشايقو في بيوت الشباب، التقيت خلال اقامتي بأخوين إسرائيلين لا اعلم حقاً ماذا يفعلان في مكان كهذا، كانا هذان الشابان أول أخويين أراهما من إسرائيل، لم يرق لي الحديث معهم، كانا عنصريين بعض الشيء، في المساء خرجت مع أحد الأصدقاء الذين التقيت بهم صباحاً لتناول وجبة العشاء، كانت برامج الترجمة هي الوسيلة الوحيدة للتواصل وطلب تناول طعام نباتي.
في اليوم التالي قمنا بزيارة حديقة جيوتشايقو، تسمى أيضاً بحديقة جيوتشايقو الوطنية، تم إدراجها ضمن منظمة اليونيسكو في عام ١٩٩٢م، تحتوي على قرى التيابت على مساحة تقريبية قدرها ٧٢٠ م٢
إن كنت تريد الإستمتاع بهذا المكان جيداً، بإمكانك تخصيص يومين كاملين (بدون يوم الوصول والعودة) بهذا المكان، أما إن كنت من الرحالة كثيري التنقل، فإمكانك تخصيص يوم واحد فقط، وفي المساء بإمكانك الإستمتاع بالوجبات المحلية والعروض البسيطة المقامة في كل مكان