خالد صديق، مصور، رحالة
Photo 7-18-15, 17 04 50.jpg

عن خالد

رحلة مع الإنسان

 

عندما يتعلق الأمر بالطموح أول شيء أفعله هو: التخلص من المحبطين

إسمي خالد، يسمونني في دول أمريكا اللاتينية “أليخاندرو” وفي دول التبت “خِندا” أما في دول الصين، فيصبح إسمي “ خاليدا” 哈立德 وفي اليابان “خاليدو” وفي رواية “خاليدوسان” والقائمة تطول


محدثكم، من وسط غابات الأمازون، صيف ٢٠١٥

محدثكم، من وسط غابات الأمازون، صيف ٢٠١٥

بدأ مشواري في السفر والترحال في سن الثالث والعشرون، كانت ايطاليا هي وجهتي الأولى، فسويسرا، ومن ثم ألمانيا، لتستمر رحلتي التالية ولكن بزيارة ستة دول في آن واحد، تلاها الصين، أمريكا الجنوبية، فأمريكا الوسطى وروسيا ومنغوليا وغيرهم من دول العالم، توقفت عن حساب عدد الدول عندما بلغت الـ ٤٥ لا أعلم كم دولة زرت حتى الآن.

لطالما تعلقت بالتاريخ والحضارات المختلفة، تنوع الثقافات هو أكثر من يجذبني، لذا، قد يكون هذا سبب تنوعي المستمر عند رغبتي بزيارة أي دولة ما، في كل دولة أملك العديد من القصص والمواقف التي لم ولن أنساها، مواقف تعلمت منها الكثير، وسأظل مستمراً على حالي متنقلاً بين دولة وأخرى ما حييت.

بداية المشوار


أحب التنويع بين ثقافات الدول وتجربة كل ما قد يكون جديداً وغريباً عن ثقافتنا المحلية، فالعالم كبيراً بما يكفي للإكتشاف والتعلم، أحب السكن لدى العوائل المحلية، بيوت الشباب وبيوت الضيافة أيضاً، فهي أماكن تروقني أكثر من الفنادق الفاخرة، وهذا ما يجعلني لا أشعر بوحدتي أثناء سفري، دائماً ما اسافر وحيداً، لكن، لم أذكر أنني أحسست بشعور الوحدة في يوم من الأيام، فبكثرة اختلاطي مع السياح والسكان المحليين والسكن معهم جعلني أشعر بأن العالم بأسره صديق لي، وأنا أتعلم الكثير من ذلك، فتعلم اللغات وعادات والثقافات الشعوب أمور قد لا نراها في حياتنا اليومية ولا في حياتنا الدراسة.

وحيداً حول العالم


بدأت أول رحلاتي في السفر إلى أوروبا في يونيو من عام 2012م، اخترت إيطاليا بأن تكون هي وجهتي الأولى، وقد اخترت بأن تكون رحلتي الأولى على سيارة صغيرة قطعت فيها ما يتجاوز 4900كم، استمتعت كثيرة رؤية المدرج الروماني آنذاك، فضلاً عن الصعود إلى قمة برج بيزا المائل، وزيارة الميدنة العائمة البندقية، مروراً بمنزل جولييت وبحيرة جاردا، إنتهاءاً بميلان مدينة التسوق.

استمرت بعد ذلك إلى سويسرا، ويالها من طبيعة، استطعت استئجار كوخ صغير من أحد العوائل المحلية على قرية مرتفعة تدعى هابكرن، ذهبت إلى منزل هايدي، ومن ثم إلى ألمانيا.

لم يستمر الأمر إلى هذا الحد، ففي السنة التالي وتحديداً في يونيو 2013م ذهبت إلى إسبانيا، كان هدفي الأساسي من زيارتي لإسبانيا هو رؤية حضارة الأندلس، ثم البرتغال، كانت تجربة الغوص في المحيط الأطلسي جميلة لولا البرودة الشديدة، ذهبت بعد ذلك إلى مدريد لأركب القطار الذي بدأ رحلته في السادسة مساءاً ليصل صباح اليوم التالي إلى باريس، وها هي فرنسا.

 استمر سفري وترحالي في نفس العام ليشمل الذهاب إلى بلجيكا، هولندا، والغابة السوداء في ألمانيا، لا أزال أتذكر زيارتي الأولى لأحد أكثر القرى الهولندية ندرة والتي تدعى جيوثرون، سمعت بعد كتابتي تقرير مفصل عنها بأن الكثير من السياح قاموا بزيارة ذاك المكان.

أوروبا


الصين، هونج كونج، تايوان، كوريا والفلبين

تعلمت أن تكرار زيارة الدول والتعمق في تفاصيلها يعني المزيد من التخصص العميق في فهم الدولة، خصوصا إن كانت دولة ذو أقاليم ومناطق متنوعة عرقيًا وجغرافيًا، الصين، إحدى الأمثلة العظيمة، فهذه الإمبراطورية تحتوي بما لديها من حضارات وثقافات متنوعة وكثيرة بناءاً على كل جهة، قمت برحلة طويلة في جمهورية الصين الشعبية، شملت زيارة عدة مقاطعات مختلفة، اتيحت لي أيضاً زيارة هونج كونج، المدينة المتطورة ذات الحكم الذاتي، فضلاً عن مكاو، جزيرة تايوان، كوريا الجنوبية، والفلبين، واليابان ولكل من هذه الدول  قصص وعبرة!

 


كنت أظن أنه بعد زيارتي لجمهورية الصين الشعبية أنني استطيع زيارة أي بلد في هذا العالم، فلا يوجد أصعب من العيش في امبراطورية آسيوية مغلقة، ولكن، ان تطرقنا فيما يخص الأمن، فقد يختلف الأمر قليلاً.

أردت البحث عما هو أكثر اختلافاً ، وقع نظري على أمريكا الجنوبية، الكثير من البحث المستمر إلى أن استقرت خطتي لزيارة كل من (البرازيل - ڤنيزويلا - كولومبيا - الإكوادور - بيرو - بوليفيا - تشيلي - الأرجنتين) في مدة لم تتجاوز الخمس وخمسون يوماً، لم تكن أبداً بذات السهولة، فقد واجهت خلال هذه الرحلة صعوبات عدة تتلخص في كثرة استخراج التأشيرات، الأمر الذي اضطرني إلى الذهاب إلى الحي الدبلوماسي في مدينة الرياض عدة مرات، فضلاً عن زيارة أبوظبي والأردن أيضاً، بالإضافة للتخطيط الدقيق لخط سير الرحلة الذي رسمته بدقة، كان ذلك في يوليو ٢٠١٥م.

أمريكا الجنوبية


 لطالما أعجبت بثقافة دول أمريكا اللاتينية كثيراً، أردت تكرار ما قمت به العام الماضي ولكن بدول مختلفة، قررت زيارة دول أمريكا الوسطى هذه المرة، والتي كانت متنوعة جداً على الرغم من صغر مساحات هذه الدول وقربها من بعض.

في ستون يوماً، ومن يوليو إلى سبتمبر من العام ٢٠١٦م زرت كل من دولة بنما، جامايكا، جزر الكايمن، كوبا، المكسيك، بيليز، جواتيمالا، سلفادور، هوندوراس، نيكاراغوا، وكوستاريكا، ولكل دول من هذه الدول قصص وحكايا عجيبة وغريبة، كتبت الكثير منها في صفحة المدونات الخاصة بدول أمريكا اللاتينية.

أمريكا الوسطى


من غرب روسيا إلى جنوبها ووسطها، مروراً بما يسمى بدائرة القطب الشمالي، وفي أجواء صيفية باردة، زرت الكثير من المدن والقرى الروسية والتي اعطتني بدورها انطباعاً مختلفاً كثيراً عما كنت اسمعه سابقاً، كانت تجربتي الروسية تختلف تمام الإختلاف عما زرته سابقاً، فعادة ما تبقى الآثار الواضحة لوجود نظام الإتحاد السوفييتي الذي استمر عقود طويلة في هذه البلاد، ثلاثون يوماً كانت هي أقصى مدة أستطيع الإقامة بها، فهذه هي الأنظمة لديهم، أنهيت رحلتي بتجربة قطار سيبيريا الذي قطعت من خلاله مسافة تجاوزت ٦،٠٠٠كم من العاصمة موسكو إلى منغوليا.

روسيا


من إمبراطورية ضخمة تأسست على يد المغولي الشهير جنكيز خان، إلى دولة متوسطة الحجم لا يتجاوز عدد سكانها 3 ملايين نسمة، هذا هو حال دولة منغوليا الآن، يعيش ثلثي سكانها في الأرياف والصحاري الكبرى، وتغلب حياة البادية على صفاتهم، يغلب على طعامهم الكثير من اللحوم ومشتقات الحليب، إن كنت من محبي الأسماك والدواجن فقد لا تكون منغوليا دولة مناسبة لك، الحياة في هذه الديار ليست سهلة، أسبوعين كاملين كانا من أغرب ما رأيت في سفري وترحالي.

منغوليا


آسيا الوسطى

اخترت في مطلع عام ٢٠١٨م التجول في بلاد تختلف ثقافياً وتاريخياً عن ما اعتدت عليه، دول آسيا الوسطى، حيث العلماء واختلاف الأديان وكثرة تنوع الثقافات التي بدأت عند تكون طريق الحرير، كانت البداية من أوزباكستان، وهي أحد بلاد ما وراء النهر والتي تحتوي على مزيجاً غريباً وجميلاً بين الثقافة الأوزبكية والإستعمار السوفييتي، آمل في السنوات القادمة زيارة بقية دول آسيا الوسطى الأخرى


باكستان

تعرف بأرض النقاء وهي أحد الدول الذي يكن سكانها احتراماً وتقديراً كبيراً للمملكة العربية السعودية، أتيحت لي فرصة زيارة باكستان بعد أن تلقيت دعوة لحضور حفل زفاف صديق لي، الكثير من العادات الإجتماعية رأيتها في إسلام أباد، أما عن المدينة الثقافية التي تدعى لاهور، فهي مدينة يزيد عمرها عن خمسة آلاف عام، أخيراً وليس آخراً، طريق سلسة جبال الكاراكورام، والذي يمتد لمسافة ١٢٠٠كم من إسلام أباد إلى الحدود الدولية مع جمهورية الصين الشعبية


أحرص دوماً على تجربة العديد الأنشطة الرياضية والتي قد تكون خطرة أحياناً، فأنا على قناعة كبيرة جداً بأنني في مرحلة عمرية استطيع فعل ما قد لا اتمكن من فعله مستقبلاً، قمت بتجربة الطيران الشراعي لأول مرة في سويسرا وعلى ارتفاع لا بأس به، قمت بتكرار التجربة مرة أخرى في كولومبيا ولكن على ارتفاع شاهق جداً، لا استطيع انكار خوفي في كل مرة أمارس فيها رياضة الطيران الشراعي، ولكن، ما أمتع الخوف إذا كان مصحوباً بالكثير من الحماس والإثارة.

أما فيما يخص رياضة السير لمسافات طويلة، فأول تجربة لي كانت بين قرى الصين ومزارع الأرز، عندما زرت برفقة إمرأة تجاوز عمرها السبعون عاماً ولمدة خمس ساعات متواصلة للذهاب من قرية لأخرى وسط مزارع الأرز، كانت تجربة عظيمة ومميزة لا تنسى، قمت بتكرار التجربة مرة أخرى ولكن في مدة أربعة أيام متواصلة فوق جبال الإنديز في البيرو، كان ذلك على ارتفاع تجاوز ٤٦٠٠م فوق سطح البحر، حيث البرودة الشديدة ونقص الأكسجين، كل هذا للوصول إلى المدينة المفقودة والتي تدعي "ماتشو بيتشو"، فضلاً عن العديد من رحلات السير الأخرى في كولومبيا وجواتيمالا وبيليز وغيرها من دول أمريكا اللاتينية.

أما عن رياضة الغوص، فإنني احرص كثيراً على الغوص في أي دولة ساحلية أصل إليها، بدأت تجربتي بالغوص الإستكشافي في الفجيرة، الإمارات العربية المتحدة، كان ذلك في ديسمبر من العام ٢٠١٢م، تعلقت بعد ذلك برياضة الغوص بشدة، إلى أن أتممت دورة الغوص في المياة المفتوحة في أغسطس من العام ٢٠١٤م، في الفلبين، ورخصة الغوص المتقدمة في شهر مايو من العام 2017م، ومنذ ذلك الحين وأنا أمارس هذه الرياضة الممتعة في كل مكان.

لا شيء أكثر جرئة من المغامرات


أحد أكثر الأمور التي لا أملها هو الإختلاط بالشعوب المتخلفة، هذا أمر بحد ذاته سبباً كافياً للإستمرار بتعلقي الشديد في السفر وحيداً، فثقافات الدول الأوروبية ليست كثقافة دول الخليج العربي، فضلاً عن جمهورية الصين الصعبية والتي لديها العديد من العادات المختلفة اعتماداً على كل مقاطعة ومنطقة، حتى ان تعلق الأمر بجارتها هونج كونج، فكيف الأمر بكوريا الجنوبية والتي أعتبرها دولة متقدمة جداً مقارنة ببقية الدول الآسيوية، أما عن أمريكا اللاتينية، فالبرازيل ليست كالأرجنتين والتي هي أيضاً ليست كجمايكا وكوبا وبيرو وكوستاريكا! لا ننسى أيضاً وجود العديد أزمنة الحضارات التاريخية المتخلفة والتي لها تأثير كبير على هذه الدول، تخيل هذا كله وأنت تقيم مع العوائل والأسر المحلية في هذه الدول. لهذا السبب أستطيع القول بأنني أملك الكثير من الأصدقاء حول العالم!

أما عن ثقافات الشعوب، فهناك حكايا أخرى